درس الرحمة والرفق للسنة الثانية باكالوريا

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – حقيقة الرحمة ومجالاتها في الإسلام:

1 – حقيقة الرحمة:

الرحمة: صفة يتعاطف بها الخلق ويشفق بها القوي على الضعيف، ويتواد بها بنو آدم، وتعني الرأفة والرفق واللين في التعامل مع الكائنات التي يعيش معها الإنسان.

2 – مجالات الرحمة:

الرحمة في الإسلام تعم جميع المجالات، منها:

  • الرحمة بالوالدين: قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
  • الرحمة بالصغير والكبير: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ».
  • الرحمة بين الأزواج: قال جل شأنه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
  • الرحمة بالجار: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ».
  • الرحمة بالفقراء والمحتاجين والضعفاء والأرامل والأيتام: فقد كان النبي ﷺ رحيما بهذه الفئة، فيأتي ضعفاءهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وكيف لا وهو الرحمة المهداة للعالمين.
  • الرحمة بالعصاة والمذنبين: فإنهم يحتاجون إلى رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله.
  • الرحمة بالحيوان: فهو مخلوق ذو إحساس، لذلك جُعلت الجنة جزاء لمن أشفق عليه، والنار جزاء لمن قسى عليه.

II – أهمية الرفق ومجالاته في الإسلام:

1 – مفهوم الرفق:

الرفق: لغة: اللين في القول والفعل والمعاملة، واصطلاحا: هو خلق إسلامي يقوم على ترك العنف والغلظة، والأخذ بالأسهل والألين في التعامل بالقول أو بالفعل، والرفق صفة من الصفات الطيبة بل هو الخير كله.

2 – أهمية الرفق ومنزلته:

  • الرفق يجلب الخير لصاحبه: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
  • الرفق يزين الأشياء ويجملها: قال ﷺ: «إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ».
  • من كان رفيقا بالناس حظي برفق الله: قال رسول الله ﷺ: اللهُمَّ، «مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ».
  • اتصاف الله به ومحبته له: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ».

3 – مجالات الرفق:

  • الرفق مستحب في كل شيء، لقوله ﷺ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ»، ولكنه يتأكد في الأمور الآتية:
  • الرفق بالوالدين: لقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
  • الرفق بالزوجة والأولاد: قال رسول الله ﷺ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».
  • الرفق بالجار: لقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾.
  • الرفق في تغيير المنكر: قال رسول الله ﷺ: «فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».
  • الرفق بالحيوان: قال رسول الله ﷺ: «لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا».

رابط التحميل من موقع البستان

تعليق واحد

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *