عرف العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م ظهور حركة فكرية وفنية تأثرت في بعض جوانبها بما كانت تعرفه الضفة الأوربية من حوض البحر الأبيض المتوسط.
شكل الكتاب ومنازل الأغنياء فضاء للتعليم الأولي، حيث يتعلم المتعلم خلاله القرآن والدين والأخلاق على يد مربيين ومشاييخ، وبعد متمه مرحلة الكتاب يتم تعليمه في كليات المساجد والمدارس التي كانت أغلبيتها تتركز في اسطنبول، وقد أسس سليمان القانوني بالإضافة إلى 16 مدرسة كانت موجودة مدارس أخرى (اثنتان للدراسات الخاصة وواحدة لدراسة الحديث والسنة وأخرى لدراسة الطب)، وقد شكلت عطاءات الأغنياء والأوقاف بالإضافة إلى عطاءات أولياء التلاميذ مصدر نفقات التدريس، كما كانت الإيالات العراقية تتوفر على مدارس يتخرج منها طلبة معترف بهم، إضافة إلى وجود كليات للشيعة في النجف وكربلاء، كما مثلث مكة والمدينة مراكز للنشاط التعليمي، كما احتل الأزهر مؤسسة مكانة بارزة في مجال التدريس بالإمبراطورية العثمانية، وقد اهتم السلاطين العثمانيون بتشجيع الحركة الفكرية وتنشيطها من خلال إغراق الشعراء بالهدايا والمنح المادية، كما اهتموا بالعلوم الإنسانية، وقد شكلت اللغة الفارسية محطة إعجاب وتقدير السلاطين العثمانيين، حيث وظفت في وصف التاريخ العثماني، واحتل الشعر وفن الخط أهمية كبرى في الثقافة العثمانية، كما شاركت المرأة في الإبداع الأدبي بالإمبراطورية العثمانية، إذ كانت تقوم بنظم الشعر، وقد اهتمت السلطة المركزية بعلم التاريخ، ووضع المؤرخون كتبهم باللغة الفارسية، ومن أصناف الكتب التاريخية: كتب «التراجم»، وكتاب «التاريخ الشامل»، ومن أبرز أسماء المؤرخين الذين ظهروا بالإمبراطورية العثمانية: ابن إلياس، ومحمد بن طولون، وقطب الدين النهروالي، كما ظهر الاهتمام بعلم الجغرافيا وتطوير الفلك، وكذا الاهتمام بالثقافة الفارسية من خلال تقليد الشعر الفارسي والتأثر به إلى حد كبير.
لقد ارتبط ظهور الحياة الفكرية بالمغرب خلال العهد السعدي بالعوامل التالية:
اهتم الملوك السعديون بالحياة الفكرية والثقافية، والدليل على ذلك ما كان يتوفر عليه أحمد المنصور من معلومات عالية في الأدب والتاريخ والمنطق والبلاغة والفقه وأصول التفسير والحديث والترجمة والرياضيات والفلك والعلوم اللغوية، كما كان ينظم الشعر ويهتم بالحساب والنحو)، كما اهتم السعديون بالجمع بين الثقافة الفقهية والصوفية عند علماء المغرب السعدي، منهم: الشيخ الفقيه الخطيب الصالح سيدي بصري المكناسي، كما أولى المنصور أهمية كبيرة بالمترجمين، وكان أبو القاسم الحجري من أشهر هؤلاء.
من مظاهر الحياة الفنية بالإمبراطورية العثمانية بناء المساجد، حيث امتازت بفخامة مواد البناء، والزخرفة على الطريقة الفارسية، كما كانت الجوامع العثمانية تحيط بها مجموعة من المرافق المعمارية (المدارس، الحمامات، دار العجزة والمستشفيات، ومطاعم الفقراء)، وقد لعب الزجاج دورا كبيرا كمادة في الزخرفة، وتميز جامع السيليمية الذي شيده المهندس سنان للسلطان سليم الثاني عن باقي المباني الإمبراطورية العثمانية خلال ق 16م، في كونه أول مسجد يعتمد القبة الضخمة، وكذلك زخرفته المميزة، وقد سهر كل من السلطان وأبنائه والوزراء ثم الأغنياء على تشييد القصور والمساجد، كما اهتم با يزيد بشبكة الطرق والجسور مستعينا بمهرة الصناع من اليونان والبلغار، مما ساعد على تسهيل حركة المواصلات العامة، وقد أشرف المهندس سنان على تشييد مجموعة من المنشآت العمرانية في عهد سليمان من حمامات وأضرحة وجسور …
ساهم في تشييد قصر البديع بمراكش صناع من الخارج، والبناؤون دوي الخبرة الكبرى في مجال المعمار، كما استغل فيه آثار الدولة، وامتاز بزخرفة رائعة استخدمت فيها أصباغ متنوعة، مهتما بالخط العربي على الطريقة الإيرانية والتركية، وقد احتل الزجاج مكانة خاصة في النفس المعماري بالمغرب السعدي، وكان يستغل في الزخرفة، وقد بني السلطان الغالب بالله جامع الأشراف بحومة الحواسين بمراكش، والسقايا المتصلة به، والمارستان، كما جدد بناء المدرسة الموجودة بجوار جامع ابن يوسف اللمثوني، وقد وصل صدى المعمار المغربي خلال العهد السعدي إلى أوربا من خلال الكاتب الفرنسي مونطين، كما بني المنصور بستان بالمسطرة، وقد انشأ بجواره الجوامع والمساجد والسقايات التي اعتبرت كتحف فنية، كسقاية جامع باب دكالة وسقاية جامع المواسين …
كان لتحول الطرق التجارية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي أثر كبير على اقتصاد العالم الإسلامي وتراجع موارده ومداخيله وركود إنتاجه.
عرض التعليقات
ناضي♥️
المقالة كتبة باليجاز لاكن على العموم المقالة جيدة ...واصلو شكرا
شكرا
شكرا لكن درس ملخص على عموم شكرا لمجهوداتكم
هذا التلخيص غير كافي يجب اضافة معلومات مهمة متعلقة بدرس ولكن على العموم جيد و شكرا
شكرا
Wow