خلال القرن 19م تعرضت الجزائر وتونس وليبيا للضغوط الاستعمارية والاحتلال.
انطلق الاحتلال العسكري الفرنسي من المناطق الساحلية الشمالية للجزائر سنة 1830م، وتوغل بعد ذلك في المناطق الداخلية، وامتد في الأخير إلى المناطق الصحراوية الجنوبية التي احكم السيطرة عليها سنة 1914م، وكرد فعل، قامت في مختلف جهات الجزائر حركات المقاومة المسلحة من أبرزها حركة الأمير عبد القادر الجزائري التي تمركزت في غرب البلاد، والتي ساندها المغرب ماديا وعسكريا إلى غاية القضاء عليها سنة 1847م.
عملت الإدارة الاستعمارية على إدماج الجزائر باتخاذها مقاطعة فرنسية خاضعة للحكم المباشر، وشجعت الأوربيين على استيطان الجزائر ومنحتهم الجنسية الفرنسية، وكذلك منحهم أجود الأراضي الزراعية، وجعلت من الجزائر مصدرا من المواد الأولية وسوقا للمنتجات الصناعية، وأثقلت كاهل الجزائريين بالضرائب وأعمال السخرة، كما صادرت ممتلكاتهم.
كانت تونس خلال ق 19م تابعة اسميا للإمبراطورية العثمانية وخاضعة لحكم الأسرة الحسينية، وخلال النصف الأول من ق 19م قام “باي تونس” (حاكم تونس) ببعض الإصلاحات لكنها باءت بالفشل بفعل الضغوط الأوربية، وقد وجد الأوربيون في الحكم بالإعدام على أحد اليهود فرصة لإرغام الباي محمد على توقيع “عهد الأمان” سنة 1857م الذي منح للأجانب عدة امتيازات، منها: حمايتهم من طرف الدولة التونسية ومزاولتهم للتجارة ومختلف الحرف وامتلاك العقارات.
أرغمت فرنسا وبريطانيا الباي الصادق على القيام بإصلاحات جديدة استهدفت ضمان الحريات العامة للأجانب وفتح المجال أمام المنتجات والرساميل الأوربية، وقد نتج عن ذلك انهيار خزينة الدولة وتراكم ديونها والزيادة في الضرائب وبالتالي قيام الانتفاضات الشعبية من أبرزها ثورة “علي بن غداهم”، وفي ظل هذه الظروف قام الوزير الأول التونسي “خير الدين” بإصلاحات إدارية ومالية وعسكرية وتعليمية، غير أنها آلت إلى الفشل، وبمقتضى معاهدة برلين 1878م رخصت ألمانيا وانجلترا لفرنسا باحتلال تونس، بينما عارضت ايطاليا ذلك، وقد استغلت فرنسا بعض المناوشات على الحدود الجزائرية التونسية لتقوم بغزو تونس سنة 1881م.
فرضت فرنسا على تونس نظام الحماية بمقتضى معاهدة باردو سنة 1881م، وقد اهتم الاستعمار الفرنسي بالاستغلال الاقتصادي لتونس من خلال الاستيلاء على الأراضي الزراعية الخصبة واحتكار المبادلات التجارية ودعم الجالية الأوربية المقيمة في تونس، وإزاء هذا الوضع تمثلت ردود الفعل التونسية في ثورات القبائل، وإصدار بعض الصحف لتوعية الشعب التونسي، وتأسيس حزب “تونس الفتاة” الذي طالب بالاستقلال وبالتالي تم حظره من طرف الاستعمار.
إلى حدود سنة 1835م، ظلت ليبيا خاضعة لحكم الأسرة القرمانلية التي أهملت شؤون البلاد، واهتمت بالحصول على المال من خلال فرض الضرائب على السكان بطرق تعسفية، وإتباع أسلوب الجهاد البحري الذي تراجع بفعل تحالف الدول الأوربية.
اتخذت الضغوط الاستعمارية الايطالية على ليبيا عدة أشكال من أبرزها:
وقد كان رد فعل الليبيين هو تقديم عريضة إلى الوالي العثماني سنة 1906م تضمنت المطالبة بإعطاء الأولية للسكان الليبيين ووضع حد للامتيازات الأجنبية.
في أكتوبر 1911م شرع الجيش الايطالي في غزو التراب الليبي، وتدخلت الدولة العثمانية عسكريا، وقد تزعمت “الحركة السنوسية” المقاومة المسلحة الليبية، وفي سنة 1912م، عقدت الدولة العثمانية معاهدة “لوزان” (سويسرا) بموجبها انسحبت من ليبيا التي أصبحت رسميا خاضعة للاستعمار الايطالي.
في ق 19م فرضت الدول الأوربية ضغوطا استعمارية على الدول الضعيفة من بينها المغرب الذي لجأ إلى سياسة “الاحتراز”.
عرض التعليقات
شكرا خويااا
شكراا
mrc 3la l2ifada