درس التدريب على مهارة كتابة سيرة ذاتية أو غيرية للثالثة إعدادي (مادة اللغة العربية)

ب – السيرة الغيرية:

السيرة الغيرية: هي أن يكتب المؤلف عن شخصية أخرى، وهو في هذه الحالة يتمثل تلك الشخصية في البيئة والزمان اللذين عاش فيهما، معتمدًا على الذاكرة أو المشاهدة، ملتزمًا الحياد فيما يكتب. وهي تناول حياة شخص جدير بالاهتمام، له مكانة في المجتمع، أو حقق إنجازات …، وبالتالي فأنت ستكتب عن غيرك باستعمال ضمير الغائب (هو/هي) مع تحديد وتنظيم الأحداث وضبط علاقة بطلك بالشخصيات الأخرى واستحضار الزمان والمكان وتوظيف السرد والوصف، مع توخي الدقة والموضوعية والحياد في نقل الأحداث والوقائع، كما أنك ملزم بتعدد مصادرك عن الشخصية. ويجب على كاتب السيرة الغيرية أن يلتزم بعدة أمور، منها:

  • ألا يسبق الزمن: فيقول عند حديثه عن شاعر مثلًا “ولد الشاعر الكبير …” لأنه لم يكن شاعرًا ولم يكن كبيرًا يوم ولد.
  • ألاّ يستخدم الأعمال الأدبية للشاعر أو الأديب في الدلالة على شخصيته، لأن عبارة “حياة الشاعر فلان من خلال شعره” عبارة مضللة، صحيح أن القصيدة تحوي التعبير عن نفس الشاعر، وأن القصة يكون جانب منها جزءًا من شخصية كاتبها، وأن كاتب المسرحية قد يوزع بعض خصائصه وصفاته الشخصية على عدد من شخصيات المسرحية، إلا أن الشعر يصور حالة وجدانية في لحظات معدودات من حياة الشاعر الطويلة، ووجود عناصر من حياة الكاتب في روايته لا يصح أن تنتزع من إطارها وتدرج في سيرته. إن ما يصرح به الشاعر أو الأديب ربما لم يقع حقيقة، وإنما هو حلم وأمنية تمناها. ولكن قد يستفيد كاتب السيرة من كل ذلك في تعزيز الشواهد من مذكرات وروايات وغيرها.
  • ألاّ يقيم السيرة على إحدى المشكلات أو المعضلات، ويبتعد عن روح الخطابة والوعظ، فإن خير السير ما أوحى بالدرس الأخلاقي ولم ينص عليه.
  • أن يبعث الحيوية والحركة في الشخصيات الثانوية في السيرة، والسير بهم في مراحل الحياة مع سير البطل نفسه، ولا يجوز الاستخفاف بهم. كما لا يجوز جعل أدوارهم في السيرة طاغية تتجاوز ما قدر لهم في واقع الحياة.

مثال عن السيرة الغيرية:

«ولد الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بمكة عام الفيل الذي جاء أصحابه لهدم الكعبة فأبادهم الله وتوفي أبوه وهو في بطن أمه ولما ولد محمد أرضعته حليمة السعدية ثم زار أخواله في المدينة مع أمه آمنة بنت وهب وفي طريق العودة إلى مكة توفيت أمه بالأبواء وعمره ست سنين ثم كفله جده عبد المطلب فمات وعمر محمد ثمان سنين ثم كفله عمه أبو طالب يرعاه ويكرمه ويدافع عنه أكثر من أربعين سنة وتوفي أبو طالب ولم يؤمن بدين محمد خشية أن تعيره قريش بترك دين آبائه.

وكان محمد في صغره يرعى الغنم لأهل مكة ثم سافر إلى الشام بتجارة لخديجة بنت خويلد وربحت التجارة وأعجبت خديجة بخلقه وصدقه وأمانته فتزوجها وعمره خمس وعشرون سنة وعمرها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت.

وقد أنبت الله محمداً صلى الله عليه وسلم نباتاً حسناً وأدبه فأحسن تأديبه ورباه وعلمه حتى كان أحسن قومه خَلقاً وخُلقاً وأعظمهم مروءة وأوسعهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأحفظهم أمانة حتى سماه قومه بالأمين.

ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء الأيام والليالي يتعبد فيه ويدعو ربه وأبغض الأوثان والخمور والرذائل فلم يلتفت إليها في حياته.

ولما بلغ محمداً صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شارك قريشاً في بناء الكعبة لما جرفتها السيول فلما تنازعوا في وضع الحجر الأسود حكموه في الأمر فدعا بثوب فوضع الحجر فيه ثم أمر رؤساء القبائل أن يأخذوا بأطرافه فرفعوه جميعاً ثم أخذه محمد فوضعه في مكانه وبنى عليه فرضي الجميع وانقطع النزاع».

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 2 من 5.

رابط التحميل من موقع البستان

102 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *