زاحم البرتغال المغرب بخصوص ذهب السودان عندما وصلت سفنهم إلى مناطق الإنتاج (غرب إفريقيا)، حيث أقاموا مراكز تجارية بالهند والصين وإفريقيا الغربية، فحصلوا على كميات هائلة من التوابل والذهب، كما استخدموا العبيد في الأراضي الفلاحية بالعالم الجديد، كما شن الإسبان عملية إبادة واسعة ضد السكان الأصليين (الهنود الحمر) عن طريق الاسترقاق والاستغلال والحروب، فتم القضاء على حضارات عريقة (الأنكا، الأزتيك، المايا)، وذلك بسبب تعطش المعمرين للذهب والفضة.
تحولت طرق التجارة العالمية من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلنتي، وازدهرت مدن بالسواحل الأطلنتية كلندن وبوردو وأنفرس، كما وصلت كميات كبيرة من المعادن النفيسة لأوربا من العالم الجديد مما انعكس إيجابيا على تجار أوربا، وقد استفادت الطبقة البورجوازية بازدياد ثرواتها، في حين انعكس ذلك سلبا على العمال والحرفيين الذين انخفض مستوى عيشهم وازدادت نسبة الفقر بينهم بسبب تدني الأجور وارتفاع الأسعار، كما تفوقت الإمبراطورية الإسبانية وتوسعت مداخيلها، بينما ضعفت الإمبراطورية البرتغالية بسبب قلة سكانها حيث عجزت عن التوغل داخل المستعمرات واقتصرت على الاستقرار بالسواحل.
استفادت الطبقة التجارية والطبقة الحاكمة من تدفق المعادن النفيسة من العالم الجديد على أوربا، حيث وجدت الدول الناشئة مصلحتها في القوة الاقتصادية للطبقة البورجوازية ومفكريها، فوجدت حلول فكرية واقتصادية تخدم المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة، حيث ظهرت مدرسة التجاريين التي امتدت من القرن 15م إلى القرن 18م، وقد اشتقت المركنتيلية من الكلمة الإيطالية Mercante، وهي نظرية اقتصادية تجارية اعتبرت أن الثروة أساس قوة الدولة، وأن الثروة الحقيقية تتجلى في وفرة الذهب والفضة، إذ أن الهدف من السياسة الاقتصادية هو تحقيق تلك القوة.
لتوفير أكبر كمية ممكنة من الذهب والفضة، سلكت دول أوربا سياسات مختلفة:
لقد فتحت الاكتشافات الجغرافية أمام الأوربيون العديد من الأسواق الجديدة حركت التجارة البعيدة، وساهمت في تراكم الأموال وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه الاقتصاد الأوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى.
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
merci
شكرا على الدرس
جيد و لكنه غير كاف بالنسبة لمتعلم