III – الحاجة إلى تجديد الدين وضرورة الاجتهاد
الحاجة إلى الاجتهاد لازمة، ووجوده ضروري في كل عصر وزمان، لأنه عنصر حيوي من عناصر بقاء الشريعة الإسلامية وخلودها، وهو سر مرونتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان، ويمكن حصر الحاجة للاجتهاد من خلال سببين مباشرين:
- ظنية أغلب النصوص من جهة دلالتها على المعنى المراد، حيث تحتمل أكثر من معنى وأكثر من وجه، وهذا غاية في مظاهر رحمته تعالى بنا، فالمسائل الفرعية محل نظر واجتهاد وتيسير على الأمة.
- أن النصوص محصورة والوقائع والحوادث غير محصورة، ذلك أن النصوص الحاكمة للتشريع حصرت بوفاة محمد ﷺ، وما يحدث للناس من قضايا ونوازل مستمرة، وليس فيها نص خاص …، فكانت الحاجة إلى الاجتهاد ضرورة ملحة، حتى يتحقق مضمون قوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ﴾.