لا زالت إشكالية العلم والإيمان محل صراع وجدال ونقاش على مر التاريخ بين العلماء والفلاسفة، حيث هناك من يعتبر أنهما متعارضان، مستدلا بنصوص أخبر بها الوحي وثبتت مخالفتها للعلم التجريبي، مثل: حادثة الإسراء والمعراج، وأصل الإنسان …، وهناك فئة أخرى ترى أن الإيمان والعلم الصحيح صنوان لا يختلفان ولا يتناقضان، وذلك بالنظر إلى أن العلم وحقائقه الثابتة لا تعدو كونها من صنع الله عز وجل وتدبيره، وأن النص الديني لا يخرج عن كونه وحيا منه سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن يتعارضا، مشيرا إلى أن جميع الحقائق العلمية التي أشارت إليها نصوص الوحي ثبتت صحتها.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 22]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 37]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 76]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآية: 86]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ».
[أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب:الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار]
أبو هريرة: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، كناه رسول الله ﷺ بأبي هريرة لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها، ولد في بادية الحجاز سنة 19 ق. هـ، أسلم سنة 7 هـ على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي، يعد من كبار الصحابة، وأكثرهم رواية لحديث رسول الله ﷺ، وله في كتب الحديث 5374 حديثا، توفِي بالمدينة سنة 57 هـ.
الإمام مسلم: هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري، ولد سنة 206 هـ بنيسابور، رحل من أجل طلب العلم وهو صغير إلى عدة بلدان، منها: الحجاز، الشام، مصر …، درس على يد شيخه البخاري، له عدة مؤلفات، منها: «العلل»، «أوهام المحدثين»، «طبقات التابعين» …، ويصنف كتابه «صحيح مسلم» أحد أهم كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، ويعتبرونه ثالث أصحّ الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم ثم «صحيح البخاري»، ويشتمل على أربعة آلاف حديث، توفي بنيسابور سنة 261 هـ.
عرض التعليقات
عمل جيد
شكرا جزيلا صياغة راىعة
جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه ويرضاه