درس الإلحاد بين الوهم والحقيقة للسنة الثانية باكالوريا

تحليل محاور الدرس ومناقشتها:

I – مفهوم الإلحاد وأنواعه:

1 – مفهوم الإلحاد:

الإلحاد: لغة: الميل عن القصد، واصطلاحا: هو مذهب فكري اعتقادي، يقوم على فكرة أساسها إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى، وإنكار كل الحقائق الدينية، واعتبار الدين وهم صنعه الإنسان، والكون وجد صدفة.

2 – أنواع الإلحاد:

  • الإلحاد بإنكار وجود الله: إن الإلحاد بإنكار وجود الله مخالف لكل مقتضيات العقل والمنطق، إذ العقول السليمة تؤمن بوجود خالق مدبر لهذا الكون، قال تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴾.
  • الإلحاد في أسماء الله وصفاته: وصف الله تعالى بما لا يليق بجلاله وعظمته، أو تعطيل الأسماء والصفات عن معانيها، أو تشبيهه سبحانه بمخلوقاته، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
  • الإلحاد بالقرآن الكريم كله أو بعضه: وهو أن يؤمن البعض ببعض الحقائق والأحكام في القرآن الكريم وينكرون الباقي بدعوى عدم فهمها أو عدم ملائمتها لأفكارهم وحياتهم، كمن تنكر فرضية الحجاب الشرعي بسبب عدم اقتناعها بالآيات القرآنية، وهؤلاء هم من قال فيهم الحق سبحانه وتعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾.
  • الإلحاد بإنكار البعث: هناك طائفة تنكر البعث والحساب والجنة والنار، ويعتقدون أن لا حياة بعد الموت. قال تعالى في حقهم: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ﴾.

II – حقائق الإيمان تدحض أوهام الملحدين:

1 – منهج القرآن الكريم في دحض أوهام الملحدين:

تتنوع أساليب القرآن الكريم في الرد على الملحدين، فتارة يستعمل الأسلوب الوصفي التصويري لتقريب المعنى إلى أذهانهم علهم يقتنعون، وتارة يستعمل أسلوب الترغيب والترهيب بالشدة أو اللين في الخطاب، وتارة يذكرهم بالحساب الأخروي وما ينتظرهم من عذاب، وتارة أخرى يضرب الأمثلة ليتضح المقال، وأيضا يعرض حججهم الناكرة لوجود الله ويبطلها بأدلة مقنعة، ومن أمثلة ذلك قال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾.

2 – آثار الإلحاد:

  • الخروج عن الفطرة: فطرنا الله تعالى على العبادة كفطرتنا على الأكل والشرب والتنفس والنوم …، فالإنسان لزاما أن يعبد فإما أن يعبد حجرا أو دابة أو شهوته أو هواه، أو يرتفع عن ذلك كله ويعبد الذي خلقهم، ومن تم فإذا أنكر الملحدون العبودية فستضطرب فطرتهم ولن تكون سوية، قال سبحانه: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾.
  • العذاب النفسي: توعد الله الذين يلحدون به بالقلق والاضطراب والحرب النفسية، قال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾.
  • العذاب المادي: يعذب الله الملاحدة في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى: ﴿فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾.

رابط التحميل من موقع البستان

6 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *