عندما هاجر النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، وضع أسسا متينة لبناء الحضارة الإنسانية والتي ستمتد عبر التاريخ الإسلامي، فأول تجليات هذه الحضارة تمثل في بناء مؤسسات الدولة عن طريق بناء المسجد، الذي تعددت وظائفه لتشمل الوظيفة التعبدية والتعليمية والسياسية والاجتماعية والقضائية والعسكرية …، ثم بعدها آخى ﷺ بين المهاجرين والأنصار، فقنن العلاقات بين أفراد المجتمع المدني على أسس التكافل والتعاون والتآزر والتضامن …، ووضع ﷺ بعدها دستورا وقانونا ينظم العلاقات الإنسانية بين المسلمين فيما بينهم، وبينهم وبين الأقليات المحيطة بالمدينة المنورة وعلى رأسهم اليهود، وشرع الجهاد للدفاع عن الحضارة الإنسانية الإسلامية من أي تدمير أو تخريب أو تفرقة أو إفساد للقيم الإنسانية والأخلاق النبيلة، ووضع حقوقا للأفراد اعتبرها تكاليف وواجبات شرعية لا ينبغي التنازل عنها، وواجبات لهم تجاه الدولة تقوم على أقوى النُظم لبناء الحضارة الإنسانية، وعلى منوال ذلك استمرت الحضارة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين.
عرض التعليقات
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا