II – البعد الحضاري في الإسلام وتجلياته في تاريخ المسلمين:
عندما هاجر النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، وضع أسسا متينة لبناء الحضارة الإنسانية والتي ستمتد عبر التاريخ الإسلامي، فأول تجليات هذه الحضارة تمثل في بناء مؤسسات الدولة عن طريق بناء المسجد، الذي تعددت وظائفه لتشمل الوظيفة التعبدية والتعليمية والسياسية والاجتماعية والقضائية والعسكرية …، ثم بعدها آخى ﷺ بين المهاجرين والأنصار، فقنن العلاقات بين أفراد المجتمع المدني على أسس التكافل والتعاون والتآزر والتضامن …، ووضع ﷺ بعدها دستورا وقانونا ينظم العلاقات الإنسانية بين المسلمين فيما بينهم، وبينهم وبين الأقليات المحيطة بالمدينة المنورة وعلى رأسهم اليهود، وشرع الجهاد للدفاع عن الحضارة الإنسانية الإسلامية من أي تدمير أو تخريب أو تفرقة أو إفساد للقيم الإنسانية والأخلاق النبيلة، ووضع حقوقا للأفراد اعتبرها تكاليف وواجبات شرعية لا ينبغي التنازل عنها، وواجبات لهم تجاه الدولة تقوم على أقوى النُظم لبناء الحضارة الإنسانية، وعلى منوال ذلك استمرت الحضارة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين.
III – سبل استرجاع المسلمين لقوتهم وحضارتهم:
- التشبث بأحكام وقيم ومبادئ الشريعة الإسلامية عقيدة وعبادة ومعاملة وسلوكا.
- شحذ الفعالية الروحية في الفرد والأمة، ومحور هذه العملية الروحية والحضارية هو الإنسان.
- بناء تعليم جيد ومناهج أجود تذكي في نفوس الطلاب شغف الاجتهاد والإبداع، مع توفير مراكز حاضنة لأهل النباهة والنباغة.
- استيعاب حضارة العصر استيعابا كاملا، ولنعلم أن التقنية لا تنقل بالأجهزة والمعدات ولكنها تستنبت بالجهد والمجاهدة، وتستوعب بالصبر والمثابرة، وتنمو بالعزيمة والإصرار.
- تصحيح النظرة إلى الحضارة الحديثة المعاصرة، من خلال البحث في دروبها عن الإيجابيات التي تزخر بها كي نستفيد منها ونقلدها ونتبع سبلها، وعن السلبيات التي تلتصق بها لعزلها حتى لا نتأثر بها.
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا