عرف العالم الإسلامي بمنطقة حوض البحر المتوسط خلال القرنين 17 و18م تحولات مهمة، سواء بالمغرب السعدي أو الإمبراطورية العثمانية وولاياتها بشمال إفريقيا.
منذ مطلع ق 17م أصبح الجيش الانكشاري يتدخل في الشؤون السياسية للبلاد، حيث كان يعزل ويعين السلاطين العثمانيين والموظفين السامين حسب درجة استجابتهم لمطالبه المادية (خاصة الزيادة في الأجور)، بحيث تخلى عن وظيفته العسكرية، وأخذ يزاول أنشطة اقتصادية مختلفة من فلاحة وتجارة وصناعة تقليدية، مستهدفا جمع الأموال والثروات.
بعد وفاة السلطان أحمد المنصور الذهبي انقسمت دولة السعديين إلى مملكتين مملكة فاس ومملكة مراكش، وبالتالي تجزأ المغرب إلى عدة إمارات من أبرزها إمارة العلويين وإمارة السملاليين (إمارة سوس)، وفي ظل هذه الأوضاع تمكن المولى الرشيد من توحيد المغرب الأقصى وتأسيس الدولة العلوية في منتصف ق 17م، وعمل خلفه المولى إسماعيل على تدعيم سلطة الدولة العلوية، حيث أنشأ المولى جيش عبيد البخاري الذي كان يقوم بإخماد الثورات، وحماية القوافل التجارية، وحدود البلاد وجمع الضرائب …، غير أنه بوفاة المولى إسماعيل أصبح جيش عبيد البخاري أداة شغب، حيث كان يتحكم في الملوك فيعمل على إقصاءهم أو تعيينهم حسب استجابتهم لمطالبه المادية، فدخل المغرب مرحلة الأزمة السياسية التي لم تنتهي إلا بوصول سيدي محمد بن عبد الله إلى الحكم سنة 1757م، حيث بدأت مرحلة الاستقرار والانفتاح.
ارتبطت الحركة الفكرية في العالم الإسلامي بالظروف العامة، ففي فترة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يحدث ركود فكري، وفي فترة الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والاجتماعي يسجل انتعاش فكري، وقد تميزت الحركة الفكرية الإسلامية باعتمادها على العلوم النقلية، مثل: الفقه، والأدب، والتاريخ، وإهمال العلوم العقلية كالرياضيات والفيزياء والطب، ونهج أسلوب التقليد، والابتعاد عن التجديد والإبداع.
تدهورت الأوضاع العامة بالعالم الإسلامي ابتداء من القرن 17م، وذلك بسبب الأزمات الداخلية والضغوطات الخارجية، مما سهل سقوطه تحت سيطرة الاستعمار.
عرض التعليقات
je veux selements dire qui ca est tres magnifique donc faits pas dans ta tete que moi je suis une méchante fille le contraire fe suis tées gentille