المجال الريفي هو نمط خاص من استعمال المجال والحياة الاجتماعية، ويتميز بكثافة سكانية ضعيفة وهيمنة النشاط الاقتصادي المعتمد على الزراعة والرعي واستغلال الغطاء الغابوي، ويختلف من دولة إلى أخرى حسب اختلاف العوامل المؤثرة فيه.
يعتمد معظم سكان المناطق البيمدارية على الزراعة المعيشية، كزراعة الضريم التي تقوم على حرق أشجار الغابة والأعشاب للحصول على أراضي زراعية جديدة وتخصيب التربة بواسطة الرماد الناتج عن عملية الحرق، وتنتشر زراعة الضريم في الأقاليم المناخية الحارة والتي تشمل المناخ الاستوائي والمداري والصحراوي، بسبب قلة الأراضي الزراعية وضعف خصوبة التربة وانتشار التربة الحديدية، ويمر الاستغلال الزراعي بالمنطقة البيمدارية بثلاث مراحل: تبدأ بإعداد التربة ثم زراعة البذور وأخيرا جمع المحاصيل، ويمارس خلالها السكان مجموعة من الأنشطة تختلف بين الفصل الجاف والفصل المطير، باستعمال أدوات ووسائل تقليدية، والاعتماد على اليد العاملة بشكل كبير للحد من البطالة وتعويض النقص الآلي، ويتم تنظيم المجال الريفي بالمناطق البيمدارية من خلال تجمع المساكن بمركز القرية، والذي تحيط به الحقول على شكل هالات تمارس بها زراعات متنوعة، وقد عرفت أنظمة الاستغلال الفلاحي تطورا مهما بالغابة الاستوائية، حيث ظهرت زراعات جديدة كمغارس البهار، كما أصبحت الاستغلاليات منظمة بأشكال هندسية على حساب الغطاء النباتي التقليدي (الغابات).
يسود بجنوب شرق آسيا مناخ موسمي يساعد على زراعة الأرز نظرا لغزارة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وتنتشر الكثافة السكانية المرتفعة في مناطق إنتاج الأرز، وذلك لملائمة الظروف الطبيعية والاقتصادية، ويمر إنتاج الأرز بثلاث مراحل أساسية، هي: حرث المرزات ثم غرس بذور الأرز وجني المحاصيل، وتستعمل في جميع هذه المراحل تقنيات تقليدية وتشغيل عدد كبير من اليد العاملة لتعويض النقص في المكننة.
ينتشر النطاق الصحراوي الجاف بهوامش المنطقة البيمدارية، ويتميز بالحرارة والجفاف وندرة التساقطات، وينتشر النشاط الزراعي بالواحات لتوفر المياه الجوفية، والغطاء النباتي الأكثر انتشارا يتمثل في أشجار النخيل، وتتميز الاستغلاليات بصغر حجمها نظرا لقلة الأراضي الزراعية والمياه، وتعتمد الأراضي الزراعية بالواحات على السقي، الذي نميز فيه بين تقنيتين: الأولى تقليدية تعتمد السقي بالفجارات، والثانية عصرية تعتمد السقي الموضعي والسقي بالأذرع المحوري.
تتميز الحيازة الفلاحية بالدول المتقدمة بشساعة مساحتها وتنوعها وشكلها الهندسي المنظم، وهي تتوفر على مرافق متعددة تشمل سكنا عصرية وحظائر مجهزة ومكيفة بها عناية بيطرية، كما تضم مرآب للآليات ومخازن للحبوب.
تستعمل الفلاحة العصرية المكننة بشكل مكثف في مختلف العمليات الزراعية نظرا لشساعة المساحة الزراعية وقلة اليد العاملة، ويترتب عن ذلك ضخامة وتنوع الإنتاج الذي يوجه للتسويق الداخلي والخارجي (الزراعة التسويقية).
تتخذ الاستغلالية الزراعية بالدول المتقدمة شكل مقاولة رأسمالية تستثمر أموالا ضخمة، مما يسمح بازدهار الزراعة التسويقية، ويعتبر الفلاح بمثابة رجل أعمال يدير استغلاليته بطرق عصرية، فهو يعتمد على المعلوميات من خلال اتصاله الدائم بالبورصة لمتابعة أسعار المنتوجات الفلاحية بالأسواق الدولية وبمصلحة الأرصاد الجوية ومعاهد البحث العلمي.
تعتبر الأرياف سواء بالدول المتقدمة أو بالدول النامية مصدرا أساسيا للمواد الغذائية ومجال حيويا لتشغيل اليد العاملة.
عرض التعليقات
شكرا لكل المجهودات المبذولة
شكراا جزيلا ❤❤
Thanku very much
thank u so much ❤❤
Gracias
Merci beaucoup pour information
merci boucoup
اريد مقالة حول درسا أشكال استغلال الإنسان للمجال في المدن و في الارياف.
المرجوا المساعدة??
Chokran bzaaaf 💓💖💋
Thank you very much ❤❤
??Merci