درس أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف للجذع المشترك آداب

مقدمة:

يشكل النشاط الفلاحي قطاعا حيويا لسكان العالم، ويتميز المجال الريفي بكثافة سكانية ضعيفة وسكن يعكس المشهد الطبيعي وهيمنة النشاط الاقتصادي المعتمد على الفلاحة.

• فما مدى التفاوت في استغلال الإنسان للمجال الريفي بين بلدان الشمال والجنوب؟
• وما أشكال استغلال الإنسان للمجال الفلاحي بأرياف دول الجنوب والشمال؟
• وما المظاهر العصرية المميزة لاستغلال المجال بأرياف الدول المتقدمة؟
• وما أشكال الاستغلال غير الفلاحي في الأرياف بأرياف الدول المتقدمة والدول النامية؟

І – تفاوت أنماط استغلال المجال الفلاحي بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب:

1 – يتفاوت التوزيع الجغرافي لأشكال استغلال المجال الفلاحي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب:

توجد في بلدان الشمال أشكال متعددة لاستغلال المجال الفلاحي، في مقدمتها الزراعة المختلطة وتربية الأبقار الحلوب التجارية والزراعة المختلطة الكثيفة، وتشكل تربية الماشية المتنقلة والزراعة المعيشية أهم أشكال استغلال المجال الفلاحي في بلدان الجنوب، ويعتبر المناخ من أبرز العوامل المفسرة لتوزيع أشكال استغلال المجال الفلاحي: إذ يكون ملائما للنشاط الفلاحي في المناطق المعتدلة، وغير ملائم في المناطق الباردة والمناطق الجافة، كما تتحكم عوامل أخرى في هذا التوزيع، منها:

• العوامل الطبيعية: التضاريس، الشبكة المائية، التربة …
• العوامل التقنية البشرية: التقنيات والأساليب المستعملة، جهود تطوير الفلاحة، اليد العاملة والسوق الاستهلاكية.

2 – يتفاوت استغلال الإنسان للمجال في الأرياف بين دول الشمال ودول الجنوب:

تحتل آسيا الصدارة من حيث المساحة المزروعة، تليها أمريكا الشمالية والوسطى وأروبا وإفريقيا وأستراليا، ثم روسيا ورابطة البلدان المستقلة، وتتوفر إفريقيا على أكبر مساحة للمراعي الدائمة، تأتي بعدها القارة الأمريكية، ثم آسيا، بينما تفوق المساحة المزروعة مساحة المراعي الدائمة في كل من أروبا وأوقيانيا (أستراليا والجزر المحيطة بها)، ويحدث العكس في باقي القارات.

II – أشكال استغلال الإنسان للفلاحة المعيشية بأرياف دول الجنوب:

1 – تتنوع توزيع الفلاحة المعيشية المقلالة بأرياف بلدان الجنوب:

تسود الزراعة المعيشية المتنقلة (زراعة الضريم) في المناطق المدارية والاستوائية بكل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، ويتألف رستاق الزراعة المتنقلة من حقول زراعية دائمة ومغروسات وبوار، بينما تتمركز الزراعة المعيشية المتوسطية في البلدان المطلة على البحر المتوسط ضمنها المغرب، كما تتباين المساحات المزروعة بالحبوب حسب الأقاليم بالمغرب، حيث ترتفع أكثر في مناطق الشاوية والغرب ودكالة، وتضعف في المناطق الجبلية والصحراوية.

2 – توزيع الفلاحة المعيشية الكثيفة بأرياف بلدان الجنوب:

تنتشر الزراعة المعيشية الكثيفة في مناطق جنوب شرق آسيا، ويعتبر الأرز أهم مزروعاتها.

3 – توزيع تربية الماشية المعيشية بأرياف بلدان الجنوب:

تنتشر تربية الماشية وسط إفريقيا، وآسيا، حيث تتخذ أنماطا مختلفة، منها: تربية الماشية المتنقلة، وتربية الماشية المتنقلة المعيشية.

III – أشكال استغلال الإنسان للفلاحة التجارية في أرياف دول الشمال:

1 – تتعدد أشكال الزراعة التجارية بأرياف بلدان الشمال:

تتخذ الزراعة التجارية أنماطا مختلفة، منها: زراعة الحبوب وزراعة الخضر والفواكه الزراعة المختلطة، وتنتشر على الخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وبعض مناطق روسيا، بالإضافة إلى أستراليا ونيوزيلندا، وتعتمد هذه الزراعة على تقنيات وأساليب متطورة، وبالتالي تتميز بمردود مرتفع، ويوجه فائض إنتاجها إلى الأسواق الخارجية.

2 – اندماج الزراعة التجارية مع تربية الماشية بأرياف بلدان الشمال:

تنتشر تربية الماشية التجارية بأمريكا الشمالية والجنوبية وأروبا الغربية، وتتميز باندماج الزراعة التجارية المتعددة الأنماط (زراعة الحبوب، وزراعة الخضر)، مع تربية الأبقار الحلوب في إطار الفلاحة التجارية، وتعتمد هذه الفلاحة التجارية المندمجة على تقنيات وأساليب متطورة (معامل، مجازر)، وبالتالي تتميز بمردودية مرتفعة.

IV – تفاوت أشكال الاستغلال غير الفلاحي في الأرياف بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب:

1 – تتفاوت بعض أشكال الأنشطة غير الفلاحية في المجال الريفي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب:

تتميز الأنشطة غير الفلاحية بأرياف بلدان الشمال بكونها أنشطة منظمة، وتعتبر الصناعة الحديثة نشاطا أساسيا، كما أن الصناعة التقليدية مازالت نشيطة، فضلا عن التجارة والأنشطة الخدماتية مثل السياحة، وتظل الأنشطة غير الفلاحية ضعيفة الأهمية في بلدان الجنوب، وتتميز بتنوعها: التجارة والخدمات (الإدارة، مهن حرة، البناء …).

2 – تتباين أشكال السكن الريفي بالعالم:

يصنف السكن في الريف إلى نوعين، هما:

1. السكن المتفرق: تباعد المباني عن بعضها البعض، إذ تفصل بينها الحقول أو المراعي وغيرها من الأراضي الشاغرة أو المساحات المستغلة.
2. السكن المتجمع: اتصال المباني بعضها البعض، مع تواجد أزقة، وأحيانا وساحة.

ملاحظة:

يحترم السكن في بلدان الشمال مواصفات البناء العصري، بينما تغلب الهشاشة على السكن في بلدان الجنوب.

خاتمة:

يسجل اختلاف أشكال استغلال المجال الريفي بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب، فماذا عن أشكال استغلال المجال الحضري؟

شرح المصطلحات:

• بوار: أراضي صالحة للزراعة لا تستغل لبضع سنوات بهدف الحفاظ على خصوبة التربة.
• زراعة معيشية: زراعة تعتمد على طرق تقليدية، وتخصص أغلب إنتاجها نحو السوق الداخلية.
• زراعة تجارية: زراعة تعتمد على أساليب عصرية، وتوجه فائض إنتاجها نحو السوق الخارجية.
• مجال فلاحي: أراضي زراعية ورعوية.
• رستاق: مجال زراعي ذو خصائص طبيعية.
• زراعة الضريم: زراعة متنقلة تقوم على حرق أشجار الغابة من أجل الحصول على أراضي جديدة، وتخصيب تربتها بواسطة الرماد الناتج عن عملية الحرق.