إذا تأملت في الكون المحیط بك تجده یتمیز بترتیب متناسق وتنظیم بدیع.
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾.
[سورة الملك، الآية: 3]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ».
[اخرجه البيقهي]
أ – التعريف بسورة الملك:
سورة الملك: مكية، عدد آياتها 30 آية، ترتيبها 67 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الطور، سميت بهذا الاسم لاحتوائها على أحوال الملك سواء كان الكون أم الإنسان، تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وقد تناولت أهدافا رئيسية ثلاثة، وهي: إثبات عظمة الله وقدرته على الأحياء والأمانة، وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين، ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور.
ب – التعريف بالبيهقي:
البيهقي: هو أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخراساني البيهقي المشهور بالبيهقي، ولد في بيهق سنة 384هـ، وتوفي سنة 458 هـ بنیسابور، من مؤلفاته: السنن الكبرى، شعب الإیمان …
التناسق والتنظيم: التناسق هو سمة من سمات الجمال، وهو وضع العناصر بعضها بجانب بعض بشكل مناسب ومنسجم، أما التنظيم فیعني التوضیب والترتیب، وهو ضد العشوائیة.
لقد خلق الله عز وجل الكون كله ووضع كل شيء في مكانه المناسب بشكل متناسق ومنظم وبتقدير دقيق منه سبحانه، والإنسان مطالب بالتأمل والنظر في الكون، بدءا من نفسه ثم ما يحيط به (السماء والنجوم، الشمس والقمر، الجبال والأرض، الليل والنهار …)، وقد خلق الله هذا الكون في تناسق وتنظيم ليستلهم الإنسان منه أسس الجمال والابداع، فيطبقه في حياته ويعكس ذلك في محيطه ومنجزاته الحضارية والعمرانية، ويكون ذلك من خلال اتقان الأعمال التي يقوم بها، وفي المقابل حرم الفساد في الأرض لكونه يضر بالتناسق والتنظيم …
ويكون هذا الاهتمام، من حيث:
الحرص على التنسيق والتنظيم في أهم الفضاءات، منها: