وصل موسى إلى مدين ووجد فيها جماعة من الرعاة يسقون غنمهم، ووجد امرأتين تكفان غنمهما لكي لا يختلط بغنم القوم، أحس موسى بما يشبه الإلهام أن الفتاتين في حاجة إلى المساعدة، تقدم منهما وسأل هل يستطيع أن يساعدهما في شيء، قالت إحداهما: “نحن ننتظر أن ينتهي الرعاة من سقي غنمهم لنسقي”، سأل موسى: ولماذا لا تسقيان؟ قالت الأخرى: لا نستطيع أن نزاحم الرجال.
اندهش موسى لأنهما ترعيان الغنم، إذ من المفروض أن يرعى الرجال الأغنام، هذه مهمة شاقة ومتعبة وتحتاج إلى اليقظة، سأل موسى: لماذا ترعيان الغنم؟ فقالت واحدة منهما: أبونا شيخ كبير لا تساعده صحته على الخروج كل يوم للرعي. فقال موسى: سأسقي لكما، ثم سار موسى نحو الماء، وسقى لهما الغنم مع بقية الرعاة، وفي رواية أن الرعاة قد وضعوا على فم البئر بعد أن انتهوا منها صخرة ضخمة لا يستطيع أن يحركها غير عدد من الرجال، فرفع موسى الصخرة وحده، وسقى لهما الغنم وأعاد الصخرة إلى مكانها، وتركهما وعاد يجلس تحت ظل الشجرة، وتذكر لحظتها الله وناداه في قلبه: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ). عادت الفتاتان إلى أبيهما الشيخ، سأل الأب: عدتما اليوم سريعا على غير العادة؟! قالت إحداهما: تقابلنا مع رجل كريم سقى لنا الغنم.
فقال الأب لابنته: اذهبي إليه وقولي له: (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ) ليعطيك (أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا).
ذهبت واحدة من الفتاتين إلى موسى، ووقفت أمامه وأبلغته رسالة أبيها، فنهض موسى وبصره في الأرض، إنه لم يسق لهما الغنم ليأخذ منهن أجرا، وإنما ساعدهما لوجه الله، غير أنه أحس في داخله أن الله هو الذي يوجه قدميه فنهض، وسارت البنت أمامه، وهبت الرياح فضربت ثوبها فخفض موسى بصره حياء وقال لها: سأسير أنا أمامك ونبهيني أنت إلى الطريق. لما صلا إلى الشيخ (قال بعض المفسرين إن هذا الشيخ هو النبي شعيب عليه السلام عمر طويلا بعد موت قومه، وقيل إنه ابن أخي شعيب، وقيل ابن عمه، وقيل رجل مؤمن من قوم شعيب الذين آمنوا به، لا نعرف أكثر من كونه شيخا صالحا)، فقدم له الشيخ الطعام وسأله: من أين قدم وإلى أين سيذهب؟ حدثه موسى عن قصته، قال الشيخ: (لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)ّ، هذه البلاد لا تتبع مصر، ولن يصلوا إليك هنا، اطمأن موسى ونهض لينصرف. قالت ابنة الشيخ لأبيها همسا: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ). سألها الأب: كيف عرفت أنه قوي؟
قالت: رفع وحده صخرة لا يرفعها غير عدد رجال.
سألها: وكيف عرفت أنه أمين؟
قالت: رفض أن يسير خلفي وسار أمامي حتى لا ينظر إلي وأنا أمشي، وطوال الوقت الذي كنت أكلمه فيه كان يضع عينيه في الأرض حياء وأدبا.
وعاد الشيخ لموسى وقال له: أريد يا موسى أن أزوجك إحدى ابنتي على أن تعمل في رعي الغنم عندي ثماني سنوات، فإن أتممت عشر سنوات، فمن كرمك، لا أريد أن أتعبك، (سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)، قال موسى: هذا اتفاق بيني وبينك، والله شاهد على اتفاقنا، سواء قضيت السنوات الثمانية، أو العشر سنوات فأنا حر بعدها في الذهاب.
إن الغاية من القصص القرآنية هي تثبيت فؤاد الرسول محمد ﷺ، وأخذ العبرة والموعظة، والتشبع بمجموعة من القيم الإسلامية كالصبر، والعفة، والحياء، والمروءة، والتوكل على الله …
عرض التعليقات
التركيب طوييل جدا
السلام عليكم اولا ، كنت اريد في الموقع القراءة التحليلية والقراءة التركيبية والذي كنت ابحث عنه ليس هو ابدا لاكن شكرا على مجهوداتكم.
وعليكم السلام
مرحبا إلهام.
هل اطلعت على باقي صفحات الدرس أم اكتفيت بالصفحة الأولى ولم تنتبهي إلى وجود صفحات أخرى؟ فهو مجزأ إلى 4 صفحات، حيث تجدين رابط الصفحة التالية بنهاية كل صفحة.
التأطير لم يكن جيدا
شكرا جزيلا
لم احب التأطير كثيرا 😔اتمنى لكم التوفيق والنجاح في المرة القادم افضل المواقع الأخرى احسن من موكعكم 👎👎👎👎
ا لم تحبيه اخرجي الموضوع سهل ف ادا كان شخص معاكي في لقسم نفس لأجوبه ف هدا عادي لأن لكل ياخد من دا الموقع من قوة شهرته ف ادا كنتي تدكرين تلك تطابيق فإنهم يأخدون جميع الدروس من هنا
شكرا 🌹 جزيلا ذلك كان مفيد جدا
شكرااا جزيلا لكم
انت لم تكمل أين القراءة التحليلي
انقري على زر الصفحة التالية بنهاية كل صفحة، فالدرس يتكون من 4 صفحات.
بالتوفيق.
شكرا لكم
تركيب النص طويل لاكن رائع جدا