درس في مادة اللغة العربية، مكون النصوص القرائية، وحدة المجال الاجتماعي والاقتصادي، حول النص القرائي “لحظة غضب”، لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.
احتمى الاطفال بأمهم، ووقفت هي كالمتهمة، فكور قميصه ورماه على وجهها، امتقعت وارتعدت وقالت في مثل صراخـه:
– لا تصب علي نتاج فشلك، ولا تزد ذلك على سوء المأكل والملبس، هل تظن سكوتي خوفا من ضياع نعمتك؟ أنا لا أصبر إلا من أجـل الأولاد.
– الأولاد؟، لا تحسبي أنهم يحمونك. حذار أن تحسبي ذلك. هددها تأديبا على الجسارة بعدما أصابه تشهيرهـا بمعيشته بجرح في كرامته أشعره بالخزي … وزودهـا هي بالتمرد والجرأة فردت على تهديده بسبة زادت الطين بلة:
– وماذا بوسعك أن تفعل؟ تلقي بأولادك في الشارع؟ إنها من شيمتكم أبا عن جـد.
تصاعد غضبه بسرعة فائقة، وقال وهو يلبس جلبابه في صحن الدار:
– املئي صدورهم ضدي، أنا أعرفك.
وتوجه نحو الباب مضطربا، ثم توقف واستدار ، وقال لها:
– ستصلك أخباري.
ومضى فهبت في أثره، وقالت وقد أصبح في نهاية الدرب:
– أبذل قصارى الجهد ولا تقصر، إياك أن تقصر.
سار مهرولا وصدره يعتمل بالغضب، ووصل إلى مكتب العدول وهو لا يدري كيف وصل، وكأنه يتصرف في حالة غيبوبة. المكتب دكان صغير كان من الصفيح أصلا، وبنته الحكومة مع الحي في نطاق التصميم الخماسي. تحتله تماما طاولتان عتيقتان ومصطبة عليها حصير، ووراء الطاولتين يجلس عدلان، ودعاه أحدهما للجلوس، وألح في ذلك كأنه خاف أن يغير رأيه، وبادره قبل أن يستقر:
– تريد أن تطلق يا ولدي؟
فهز رأسه إيجابا، وتأهب العدل للكتابة وقال:
– تلزمنا الأسماء وتاريخ ومكان عقد القران، السعر غير محدد. لسنا موظفين مثلكم، وهو متروك لأريحية الزبناء.
فكر الشاب النحيل في قوله، ولمعت في ذهنه صورة حفار القبور وتعجب أن يكون في مصائب الناس القوت اليومي لبعض الناس. استحوذت عليه الفكرة حتى عاد العدل يقول:
– الأسماء والتاريخ والمكان.
وذكرهـا له، فتلقفها منه، وبدأ يكتب مباشرة ويقرأ ما كتبه كأنه يملي على نفسه. وانتهى، فمد إليه الشاب النحيل ورقة مالية من فئة خمسين درهما وانصرف.
ليلى أبو زيد، عام الفيل، مطبعة المعارف الجديدة – 1983. ص: 116-117.
ليلى أبوزيد: كاتبة مغربية مقيمة في الرباط، ولدت في القصيبة درست اللغة الإنجليزية بجامعة محمد الخامس بالرباط وحصلت على الإجازة، انتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة بجامعة تكساس في أوستن، واشتغلت بالترجمة والتأليف …، بدأت حياتها المهنية كصحافية في التلفزيون، وعملت في عدة دواوين وزارية، كتبت الرواية والقصة والسيرة النبوية والسيرة الذاتية وأدب الرحلة، وترجمت ترجمت أعمالها إلى عدة لغاتمن أعمالها: عام الفيل (رواية) – الفصل الأخير (رواية) – الغريب (قصص) – المدير (قصص) – رجوع إلى الطفولة (سيرة ذاتية).
يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.
النص مقتطف من رواية «عام الفيل» للكاتبة المغربية ليلى أبو زيد.
نص سردي ذو بعد اجتماعي.
تمثل الصورة المرفقة بالنص لوحة فنية للفنان ماتيس بعنوان «حوار»، وتظهر في اللوحة صورة لشخصين (زوج وزوجة) أحدهما جالس والآخر واقف في إشارة واضحة إلى غياب الانسجام بينهما، أو ربما إلى توتر العلاقة وغياب الحوار بينهما. وفي الواجهة الخلفية من الصورة نرى نافذة تشرف على حديقة ترمز إلى السكينة والطمأنينة المفتقدتين داخل المنزل، وكأننا بهذا الفنان يعرض المشكل ومعه حله في اللوحة نفسها. وفي الجزء السفلي من النافذة شباك حديدي مصبوغ بلون أسود هو ذاته لون فستان الزوجة، وفي ذلك إشارة إلى دلالتين: مكانة المرأة ودورها في الحفاظ على البيت تماما كما يحافظ الشباك على أمن المنزل – تقييد المرأة في البيت وحصر عملها في الخدمة البيتية دون سواها.
بناء على القراءة الاولية النص نفترض أن موضوعه سيتناول الغضب ومضاره.
توتر العلاقة بين الزوج وزوجته في لحظة غضب كان سببا في طلاقهما.
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
شكرا جزييييييييييييلا
رائع هذا الموقع
اشكر هدا الموقع على التعب الدي يقدمونه لنا
يوجد التركيب بالضغط على رقم 2 وشكرا
/////////////////////////////////////
شكرا لاكن أين التركيب
Mihfadati .com q أروع موقع
Tchank you ❤
لابأس بها،لايوجد تركيب للنص
❤❤❤
أشكركم جزيل الشكر