درس في مادة اللغة العربية النصوص القرائية وحدة القيم الوطنية والإنسانية النص القرائي حوار عجيب لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.
الراوي (ها هو حاييم الجندي الإسرائيلي يعود إلى بيته في ضاحية تل أفيف، الأسرة في انتظاره كما هي العادة في كل إجازة أسبوعية، يستقبله الجميع بفرح غامر لعودته سالما من رام الله، بلد المظاهرات وقذف الحجارة، يقبل حاييم أمه وزوجته، وابنه الصغير موشي ثم يقول لأمه مفاخرا وهو يحتضن موشي الصغير، حاييم: أتعرفين ماذا فعلت اليوم يا أمي؟ لقد أطلقت النار على المتظاهرين، أصبت طفلا في مثل عمر موشي كان يمسك بيد أبيه ويسير في المظاهرة، أعرف أن الطفل قد مات …، وهذا ما يجعلني أشعر بالسعادة، تصورت وأنا أصوّب بندقيتي إلى قلبه أنني أدافع بذلك عن ابني موشي.
موشي يقفز من حضن أبيه مذعورا: مات؟!
الأب (مبتسما): نعم، مات وأرحتك من شره.
موشي: وهل الطفل شرّ يا أبى؟
الجدة: نعم يا عزيزي!
موشي: ولماذا يا جدتي؟
الجدة: لأنهم معاندون …، ولا ينظفون أنفسهم.
موشي: ألا ينظفون أيديهم ووجوهم بالماء والصابون؟
حاييم (ضاحكا): ليس المهم أن ينظفوا أجسامهم المهم أن قلوبهم فيها كراهية، فهم يكرهوننا.
موشي: لماذا يكرهوننا يا أبي؟
حاييم: لأنهم لا يريدون أن ننعم بالراحة، وأن يعترفوا بنا.
موشي (متعجبا): وهل كل من يقذف بالحجارة يعتبر شريرا؟
(تدخل الزوجة وهي تحمل كأساً من الشراب لتقدمه لزوجها المنتصر، وحين تسمع عبارة ابنها الصغير تغرق في الضحك).
الزوجة: كن حذراً يا حاييم وأنت تتكلم مع موشي …، إنه يناقش الأمور بطريقة غريبة، تصور أنه ينصب لي محضراً حين أحدثه عنك وعن عملك في الأراضي المحررة، إنه يتعبني ويتعب جدته، فهو يسألنا، مثلا: هل أبى يكره الأطفال؟ ولماذا إذاً يطاردهم بالبندقية والهراوة كما يفعل باقي الجنود الذين رأيتهم على شاشة التلفاز؟؟؟ إذا كان يكرههم فهو إذا يكرهني، فأنا طفل مثلهم، إلى غير ذلك من التساؤلات التي لا تنتهي.
(امتقع لون حاييم، يمسك بيد موشي كمن يريد أن يؤكد له أن كل ما يفعله صحيح): اسمع يا موشي، هل رأيت الأطفال حقاً على شاشة التلفاز؟؟
موشي: نعم يا أبي رأيتهم، ورأيت الجنود يطاردونهم ليقذفوهم بالقنابل، وليطلقوا عليهم الرصاص.
حاييم: وهل شاهدت الأطفال يقذفون الجنود بالحجارة؟
موشي: نعم، ولكن كيف يقبل الجنود أن يتشاجروا مع الأطفال؟ أنتم تحملون السلاح وهم لا يحملون شيئا سوى الحجارة الصغيرة، ولماذا تتشاجرون مع أطفال المدارس؟
حاييم: لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بنا، ولا يريدون أن ننعم بالراحة.
موشي: ولماذا تريدونهم أن يعترفوا بذلك؟
حاييم: لتصبح جميع الأراضي التي احتلها جيشنا أرض إسرائيل.
موشي: أليست هي إذاً أرض إسرائيل؟
حاييم: إنها فعلا أرض إسرائيل.
موشي: وما حاجتنا إذاً لاعتراف الأطفال بذلك؟
حاييم: حتى لا يحاربونا بالحجارة.
موشي: هل تخاف من الأطفال يا أبي؟
حاييم: لا، ولماذا أخاف منهم؟
موشي: إذا كنت لا تخاف منهم فلماذا تفكر بهم كثيرا؟
حاييم: من قال لك إنني أفكر بهم؟
موشي: سمعتك تقول لأمي أن أكثر ما يخيفك الأطفال الفلسطينيون.
حاييم (منزعجا): متى سمعت ذلك؟
موشي: في إجازتك الماضية أي قبل أن تقتل الطفل الذي حدثتنا عنه اليوم.
الأب (ممتعضا): هذا الطفل يترصد أقوالي!
موشي: أبي، هل أقول لك شيئا قد يغضبك؟
حاييم: ما هو؟
موشي: أنت قاس يا أبي، لأنك تقتل الأطفال الصغار. لماذا لا تتركهم يلعبون ويضحكون؟!!
حاييم (صارخاً): راحيل !!! هل هذا الولد ابني ؟!
راحيل (باسمة): إنك لم تسمع شيئا يا حاييم، ألم أقل لك إنه يتعبني ويتعب جدته بتساؤلاته التي لا تنتهي؟!
حاييم (مفكرا): كان الأجدر بي أن أصوّب رصاص بندقيتي إلى رأس ابني موشي بدلا من قلب علي، لأكون بذلك جديراً بلقب الجندي البطل.
زينب حبش، هذا العالم المجنون (تمثيليات) دار الكاتب، القدس 1995، ص: 25 – 30 (بتصرف)
الجدول التالي يتضمن بطاقة تعريفية بالكاتبة زينب حبش:
مراحل من حياتها | أعمالها |
|
|
تجسد الصورة مظهرا من مظاهر التعذيب والتنكيل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل.
نص حواري (وبالعودة إلى مؤشر بداية النص ونهايته نستشف أن النص مسرحية) ذو بعد وطني.
بناء على مؤشرات العنوان وبداية النص ونهايته، نفترض أن موضوعه يتناول وحشية الصهاينة في البطش بالأطفال الفلسطينية من جهة، وحضور الضمير الإنساني في شخص موشي.
الصفحة: 1 2
عرض التعليقات
انا لدي 14 عاما و اشعر بانه امر عادي لاننا اصبحنا نعيش في حياتنا اليومية مثل التلفاز ...
حق اريد به باطل كيف يثم تدريس مثل هذه الافكار الارهابية للاطفال في السنة الثالثة ابتدائي ايها المغاربة الحذر الحذر من دس السم في العسل .
کیف تفکر ??? هل إذا أخفینا هذا الفکر الإر&ابي الص&یوني عن تلامیذنا سیختفي من الوجود ??? إنه واقع والناس تعیشه وتدفع دماءها وأبناءها وأموالها یومیا ضحیة له وأنت تخشی علی أولادنا من مجرد الحدیث عنه !!!!
علی کل حال ، الطبعات الجدیدة من المقرر تم حذف کلمة إsراٸيلي حفاظا علی مشاعر الکیان الغاصب المحتل بعد إبرام صفعة التطبیع المخزیة الخاسرة . والأخطاء القبیحة التي کنا ننتظر تصحیحها ما زالت کما هي منذ عشرین سنة ومها اعتبار کلمة (من ) من الألفاظ الملازمة للإضافة في استنتاج الدرس اللغوي ( الإضافة ) ، مثل هذه الأخطاء - وهي کثيرة - لیست مهمة المهم هو مشاعر المغضوب علیهم .
هناك خطئ فادح في المكان العام و هو إسرا*ئيل التي لا يجب كتابتها و إكتفاء بفلسطين المحتلة
انا لا اتفق معك لأن هذا النص مكتوب من طرف كاتبة فلسطينية وهي تعي ما تفعله .
شكراا بزاف علا هادشي اخوتي
شكرا جزيلا 🇲🇦🇵🇹❤️
شكرااااااا ❤️❤️❤️❤️❤️
من فضلكم أريد أفكار النص و أحداثه و كيفية تقسيمه.🇰🇷🇰🇷🇰🇷🇰🇷🇲🇦🇲🇦🇲🇦🇰🇷
شكرا على مجهوداتكم الرائعة ❤😍😘
شكراً لكم على مجهوداتكوم و على طريقة كتبت المقال الجميلة ❤️✨❤️❤️
✍🏼✍🏼✍🏼✍🏼✍🏼✍🏼👍🏼✍🏼✍🏼✍🏼✍🏼👍🏼👍🏼✍🏼✍🏼