تحضير النص القرائي الإسلام وحقوق الإنسان للثالثة إعدادي (مادة اللغة العربية)

الإسلام وحقوق الإنسان

درس في مادة اللغة العربية النصوص القرائية وحدة القيم الإسلامية النص القرائي الإسلام وحقوق الإنسان لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.

النص القرائي (الإسلام وحقوق الإنسان):

كل بني آدم مكرمون من الله، من آمن منه به، ومن لم يؤمن به، من أحسن منهم ومن أساء، والله في عطائه المتواصل لإسعاد البشرية لا يحرم من هذا العطاء المادي، لا كافرا ولا ملحدا ولا مذنبا ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ۩وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.

وللإسلام تجاه حقوق الإنسان تنظير خاص، فهو يعتبرها حقوقا للبشرية، وحقوق الله أيضا. إن تخويلها لعباده كافة وبدون تمييز بينهم ولا تفريق، ممارسة من الله لحقوقه. يكفل الإسلام حقوق الإنسان منذ تصوره جنينا بجسد وروح في بطن أمه. وقد منع الإخلال بحقوقه التي يصبح مستمدا لها مند التكوين. وتبتدئ بحقه في الحياة وهو جنين. فإجهاضه حرام. وكذلك وأد البنات. كما منع الإسلام الانتحار احتراما لحق الإنسان في الحياة وندد به. وأطلق على المنتحر وصف المدبر أي الذي خسر دينه ودنياه.

وضمن الإسلام حق الحريات بجميع أنواعها، ومن بينها حرية العقيدة، ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ (سورة البقرة. الآية256). وأمر تبع لذلك أن يبقى كل من يوجد في ديار الإسلام على دينه إن شاء، لأن الإسلام يعترف بالديانات السماوية كلها، فهو كما قال القرآن على لسان المسلمين: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾. وقد تعايش الإسلام مع مختلف الديانات في المجتمع الإسلامي كما صان حقوقهم الدينية والسياسية والاجتماعية في الدستور الذي أعلنه الرسول ﷺ عندما استقر بالمدينة وسمي بالصحيفة وهو أول دستور مدون في العالم.

ومن حقوق الإنسان التي أسسها الإسلام الحقوق المتصلة بالسلام والحرب، فمهما أمكن الوصول إلى السلام تحرم الحرب التي لا تشن في الإسلام إلا لرد عدوان بمثله: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (سورة البقرة. الآية 190)، كما حث الإسلام المسلمين على الأخذ بخيار السلام كلما أظهر العدو جنوحا إليه: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (سورة الأنفال. الآية: 61)، مما يعني أنه ينبغي أن لا يعتمد خيار الحرب إلا عند الضرورة القصوى.

وأنصف الإسلام المرأة وكرمها وخولها حق المساواة بالرجل في الأحكام، فجميع أحكام الشريعة في القرآن والسنة موجهة إلى الرجل والمرأة بدون تمييز بينهما. ويقول الرسول ﷺ في ذلك: «النساء شقائق الرجال في الأحكام»، وقد مارست المرأة في الإسلام حقوقها الدينية والسياسية والاجتماعية، فكانت مفتية في أمر الدين، ومفسرة للقرآن، وراوية للحديث، وضابطة شرطة، ومشرفة على تدبير شؤون السوق وشؤون الحسبة، وكانت عائشة زوجة رسول الله ﷺ في ذلك أصدق مثال.

وناهض الإسلام العنصرية وأبطل التمييز العنصري عندما أعلن الرسول ﷺ أن لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود، وعندما استعمل لوظيفة الأذان (وهي من أهم الوظائف الدينية) عبدا حبشيا أسود هو بلال بن رباح، وكان من بين صحابته المرموقين منحدرون من أعراق مختلفة كان من بينهم صهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وعندما أجاز زواج المسلم من نساء أهل الكتاب.

فالإسلام منظومة متكاملة يمكن إطلاق اسم شريعة حقوق الإنسان عليها، وقد أصبحت تفاصيلها معروفة ومسلما بها، وهي تدخل في نظام التحرير العالمي الشامل الذي جاء به الإسلام.

(عبد الهادي بوطالب، مجلة عالم التربية، العدد 15، 2004، ص: 50 – 52 (بتصرف)

I – عتبة القراءة:

   1 –  ملاحظة مؤشرات النص:

أ – التعريف بالكاتب [عبد الهادي بوطالب]:

الجدول التالي عبارة عن بطاقة تعريفية بالكاتب عبد الهادي بوطالب:

مراحل من حياتهأعماله ومؤلفاته
  • مفكر وكاتب وسياسي وديبلوماسي مغربي.
  • ولد بفاس سنة 1923.
  • تخرج من جامعة القرويين.
  • عمل  أستاذا بالمدرسة المولوية.
  • تقلد عدة مناصب وزارية.
  • عمل سفيرا للمغرب بكل من بيروت ودمشق وواشنطن …
  • عمل أستاذا للقانون بجامعتي محمد الخامس بالرباط، والحسن الثاني بالدار البيضاء.
  • توفي عام 2009.
  • وزير غرناطة.
  • الصحوة الإسلامية.
  • نظرات في القضية العربية.
  • حقيقة الإسلام.
  • دور التربية في تنمية العالم الإسلامي وتضامنه.
  • المرجع في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية.
  • الشريعة والفقه والقانون.

 ب – مجال النص:

النص ينتمي لمجال القيم الإسلامية.

ج – نوعية النص:

النص عبارة عن مقالة تفسيرية ذات بعد إسلامي:

د – العنوان (الإسلام وحقوق الإنسان):

  • تركيبيا: يتكون من مركبين: الأول عطفي (الإسلام وحقوق) والثاني إضافي (حقوق الإنسان).
  • دلاليا: يشير إلى علاقة الدين الإسلامي بحقوق الإنسان.

هـ – بداية ونهاية النص:

  • بداية النص: تتضمن معجما يدل على مؤشرات العنوان:[الله – آمن – ربك – مكرمون – العطاء – بني آدم – البشرية …]، وأخرى تدل على الإنسان، مثل: [بني آدم – البشرية …].
  • نهاية النص: نلاحظ فيها أن العنوان تكرر لفظا ومعنى، كما تبرز هذه النهاية علاقة الإسلام بحقوق الإنسان (منظومة متكاملة من الحقوق).

2 – بناء فرضية القراءة:

بناء على العنوان وبداية النص ونهايته نفترض أن موضوعه يتناول حقوق الإنسان في ظل الإسلام.

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 4.

رابط لتحيل من موقع البسان

99 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *