3 – المستوى التداولي:
أ – ملامح البناء الدائري / الحلزوني في القصيدة:
يدل هذا النوع من البناء (كما تمت الإشارة سابقا) على خيبة الأمل التي يشعر بها الشاعر، وعجزه عن إيجاد حل لمشكلته، فكل خطوة يقوم بها في سبيل الخروج من قوقعة مشكلته فهي خطوة من وإلى هذه القوقعة، لذلك سرعان ما يجد الشاعر نفسه في نفس المكان فتكون البداية هي نفسها النهاية، وتجدر الإشارة إلى أن القصيدة في كليتها عبارة عن دائرة كبرى تبدأ وتنتهي بنفس العبارة (هذا أنا وهذه مدينتي)، وتتخللها دوائر صغرى نوضحها من خلال الأمثلة التالية:
- ظل يذوب يمتد ظل: نلاحظ هنا تكرارا للفظة (ظل) في بداية ونهاية السطر، ومن خلال هذا التكرار تم التقريب بين الفعلين (يذوب + يمتد) للدلالة على انتقال انسيابي بين مرحلتين متواليتين هما لحظة ذوبان الظل ولحظة امتداده، وهو انتقال ما كان ليحدث بهذا الشكل الانسيابي لو أن الشاعر قال مثلا: (ظل يذوب ظل يمتد).
- بدأته ثم سكت: سكوت الشاعر بعد بدء الكلام دليل على عودته إلى لحظة ما قبل البدء بالكلام حيث كان ساكتا، مما يجعل البداية هي نفسها النهاية، ومن خلال ذلك يتضح النظام الدائري للقصيدة مرة أخرى.
- من أنت يا … من أنت: عبارة من أنت رددها الحارس مرتين: في بداية السطر ونهايته، ويبدو أن لسانه سبقه إلى النطق بأداة الاستفهام قبل التفكير في المنادى الذي يخاطبه من يكون؟ وما اسمه؟ مما جعله يكون في مأزق وموقف محرج لم يخرج منه إلا بالاستدارة والرجوع إلى عبارة البداية (من أنت).
ب – الخصائص البلاغية:
على مستوى الأسلوب، فالقصيدة غنية بالصور الشعرية والخصائص الفنية التي وظفها الشاعر بشكل مبدع مما جعلها تخدم المضمون وتضفي لمسة جمالية على القصيدة، ومن أمثلتها:
- التكرار: تكررت في القصيدة اللازمة الشعرية (هذا أنا … هذه مدينة)، وقد جاء تكرارها في أول القصيدة وآخرها وهذا التكرار يؤكد لنا العلاقة القائمة بين الشاعر والمدينة التي يقطن بها.
- التشبيه: وظف الشاعر التشبيه في القصيدة فشبه نفسه بالوريقة في الربيع، فقال: (وريقة في ريح دارت ثم حطت ثم ضاعت في دروب)،كما شبيهها بالظل في امتداده واختفائه، فقال: (ظل يذوب … يمتد الظل)، ودلالة هذه التشبيهات توحي بالضياع والحزن والغربة في خضم صراع الشاعر مع أجواء المدينة.
- المجاز: وأمثلته: ظل يذوب – عين مصباح – قضو لي – ممل – صرت ضائعا …
- التضاد: وأمثلته: تبين/تختفي – يذوب/يمتد – دارت/حطت.
- الكناية: ومثالها قول الشاعر (صرت ضائعا بدون اسم) وهذا المعنى كناية على الضياع والغربة.
- الطباق: وأمثلته: تبين ≠ تختفي – يذوب ≠ يمتد.
VI – القراءة التركيبية:
يصور الشاعر في هذه القصيدة علاقة الصراع بينه وبين المدينة التي يقيم بها، وقد تبدت له الأمكنة والأشياء التي تربطه بهذا القضاء في صور تبعث على الحزن والغربة والضياع، ويبقى توظيف تيمة المدينة في الشعر، خاصة خلال هذه المرحلة من حياة الشاعر إضافة نوعية تعكس الحالة النفسية التي تولد من رحم علاقة الصراع والتوتر بين الشاعر (الإنسان) والمدينة (بيئة الإنسان).
عرض التعليقات
Merci beaucoup pour votre aide ❤
شكرا
سيكون افضل ان تضيفوا في نوعية النص ان القصيدة تندرج ضمن شعر التفعلة
السلام عليكم أريد أن أسألكم لماذا لم تضعوا الأفكار الجزئية للنص
السلام عليكم أريد أن أسألكم لماذا لم تضعوا الأفكار الجزئية للنص
في نوعية النص نسيتم ان تضيفوا حرف القاف
شكرا جزيلا لك على التنبيه. تم التصحيح.
بالتوفيق.
بالنسبة للأسلوب التشبيه الذي رأيت هنا هناك تبن # وتختفي، يذوب # يمت ولكن ليس لدينا يمت في القصيدة من أين جأتم بها
مرحبا آية.
عفوا كان القصد أن نكتب "يمتد" وليس "يمت" لكن حرفا سقط سهوا، فنرجو المعذرة.
بالتوفيق.
لا مشكلة كلنا نخطأ
ونخطئ / الهمزة على الياء
Mrc boucoup 👌
merco bocup pour laplucasoun
Merci beaucoup pour l'application
شكرا جزيلا