الشطر الخامس من سورة الكهف: من الآية 82 إلى الآية 98 للجذع المشترك

الشطر الخامس من «سورة الكهف» (في رحاب التربية الإسلامية)

الوضعية المشكلة:

بعد أن قص الله قصة موسى والخضر عليهما السلام، وما فيها من الدروس والعبر والعظات، انتقل بنا سبحانه إلى قصة ملك صالح حكم المشرق والمغرب، وذلك بما آتاه الله  من إيمان وعلم وخبرة، فقهر الظلم وساد العدل في عهده، وعاش الناس في سلم وأمان.

فمن هو هذا الملك الصالح؟

وكيف قهر الظلم في عصره؟

بين يدي الآيات:

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ۝ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ۝ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ۝ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ۝ قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ۝ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ۝ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ۝ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا ۝ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ۝ ق ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ۝ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا ۝ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ۝ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ۝ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ۝ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ۝ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾.

[سورة الكهف، من الآية: 82 إلى الآية: 98]

قراءة النص القرآني ودراسته:

I – نشاط الفهم وشرح المفردات:

1 – شرح المفردات والعبارات:

  • ذِكرا: خبرا.
  • سببا: علمًا وطريقًا.
  • الحسنى: الجنة.
  • مكّنّا له في الأرض: سخّرنا له كل أسباب النصر.
  • عين حمئة: كأنها تغرب في عين حمراء جهة المغرب حسب ما تراه العين، وقيل عين البحر الأسود.
  • عذابا نكرا: عذابا فظيعا مُنكرا .
  • سترا: حجابا أو ساترا من اللباس أو البناء أو السقف.
  • خُبرا: علما شاملا.
  • بين السُدّين: هما جبلان بمنقطع بلاد الترك.
  • من دونهما: من أمامهما.
  • يفقهون: يفهمون.
  • نجعل لك خرجا: عطاء وأجرا.
  • سُدّا: حاجزا، فلا يصلون إلينا.
  • ردما: حاجزا.
  • يأجوج ومأجوج: قوم ظالمون من شرار الخلق.
  • زبر الحديد: قطع الحديد.
  • ساوى بين الصدفين: أغلق ما بين الجبلين.
  • قطرا: خليط الرصاص والنحاس المُذاب.
  • يظهروه: يتسلقونه ويتجاوزونه.
  • ما استطاعوا له نقبا: لم يقدروا على إحداث شقوق أو ثقوب فيه يتسللون منها لشدة صلابته.
  • رحمة من ربي: توفيق منه وسداد.
  • يموج: يختلط ويضطرب.
  • نفخ في الصور: نفخ في البوق نفخة البعث.
  • غطاء عن ذكري: غشاء وستر عن القرآن.
  • نزلا: منزلا ومُقاما وسكنا.

2 – المعنى الإجمالي الشطر القرآني:

  • تناولت الآيات قصة الملك الصالح العادل ذو القرنين الذي سخر الله له كل أسباب النصر، من علم وإيمان وخبرة، فساد العدل في عصره مغرب الأرض ومشرقها، وبنى سد يأجوج ومأجوج فكف أذاهم وشرهم عن الخلق، واختتمت الآيات  بذكر مشاهد من يوم القيامة، ومصير الكافرين المعرضين عن الذكر والهداية.

3 – المعاني الجزئية للشطر القرآني:

المقطع الأول: الآيتان: 82 – 83:

  • إبراز الصفات التي امتاز بها الملك الصالح ذو القرنين من علم وحكمة وقوة.

المقطع الثاني: من الآيات: 84 – 86:

  • معاقبة ذو القرنين لمُصرّي أقصى الغرب على الكفر بالعذاب الشديد، والإحسان إلى المؤمنين الصالحين بالعفو.

المقطع الثالث: الآيات: 87 – 88:

  • ملاقاة الملك الصالح من جهة الشرق قوما لم يُجعل بينهم وبين الشمس حاجزا.

المقطع الرابع: الآيات: 89 – 93:

  • بناء ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم.

المقطع الخامس: الآيات: 94- 95:

  • إخبار ذو القرنين أن السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لهدمه ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وذلك عند دُنو الساعة.

المقطع السادس: الآيات: 96- 98:

  • إعداده تعالى جهنم للكفار الذين عموا عن الاهتداء بالقرآن، والذين اتخذوا عباده المقربين أولياء من دونه.

اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة. أنت الآن بالصفحة 1 من 2.

رابط التحميل من موقع البستان

35 Comments

هل لديك تعليق؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *