صلة الرحم
مدخل تمهيدي:
يلاحظ بين أفراد عدد من الأسر خلافات كثيرة، منها ما يؤدي إلى قطع الزيارة وصلة الرحم، ومنها ما قد يؤدي إلى النزاع والخصومة.
- فما أثر صلة الرحم في معالجة هذه المشاكل؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ۩أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.
[سورة محمد، الآية: 22 – 23]
عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ، وَيُوَسِّعَ لَهُ رِزْقَهُ، وَيَدْفَعَ عَنْهُ مَيْتَةَ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
[أخرجه الحاكم]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة محمد:
سورة محمد: مدنية إلا الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة، عدد آياتها 38 آية، ترتيبها 47 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الحديد، تتناول السورة أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين، لكن المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع الجهاد في سبيل الله.
ب – التعريف بعاصم بن ضمرة:
عاصم بن ضمرة: هو عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي، وهو من التابعين، وثقه بعض أهل الحديث، كان يروي الأحاديث عن علي بن أبي طالب، توفي سنة 74 هجرية.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:
- عسيتم: من فعل عسى أي ترجى وطمع.
- توليتم: أعرضتم عن القرآن وفارقتم أحكامه.
- تقطعوا أرحامكم: تهجروا أقاربكم وتمنعوا صلتهم .
- فأصمهم: منعهم عن السمع.
- من سره: من أحب.
- يمد له في عمره: يزيد في عمره.
2 – استخلاص المضامين الأساسية للنصوص:
- التحذير من الإعراض عن دين الله تعالى وقطع الرحم، مع توعد فاعل ذلك باللعنة وسوء العاقبة.
- ترغيب الرسول صلى الله عليه وسلم في صلة الرحم لما يترتب عنها من فضائل في الدنيا والآخرة.
تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
I – صلة الرحم ومشروعيتها وفضلها في الإسلام:
1 – مفهوم صلة الرحم:
صلة الرحم: صلة: تعني الوصل، والرحم: اسم شامل لكل الأقارب، وصلة الرحم: يقصد بها زيارة الأقارب وتفقد أحوالهم، والبر بهم وإن أساءوا، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم.
2 – حكم صلة الرحم:
صلة الرحم واجبة على كل مسلم ومسلمة وقطيعتها حرام، بدليل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾، وقوله ﷺ: «لا يدخل الجنة قاطع رحم»، وقد أولاها الله تعالى مكانة عالية في الإسلام، حيث اشتق اسمها من اسمه الرحمان، وأعد منزلتها عند عرشه، واعتبرت ثمرة من ثمرات خشيته تعالى.
3 – فضل صلة الرحم:
- صلة الرحم من علامات الإيمان.
- صلة الرحم تمتن الروابط بين الأقارب.
- صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر.
- صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه.
- صلة الرحم من أسباب دخول الجنة.
II – مظاهر وأثر صلة الرحم في الإسلام:
1 – مظاهر صلة الرحم:
- أن يريد الواصل بها وجه الله تعالى.
- مد يد العون والمساعدة لذوي رحمه.
- مواساتهم في الأحزان، وتهنئتهم في الأفراح والأعياد.
- عظهم وإرشادهم.
- أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
- توقيرهم واحترامهم …
2 – أثر صلة الرحم:
- تحقق التضامن بين الأقارب.
- تمتين روابط القرابة.
- تزرع المحبة وتقضي على الضغائن والأحقاد.
III – عواقب قطع الرحم وأساليب الوقاية منها:
1 – عواقب قطع الرحم:
إن الإساءة إلى الأرحام، أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل، بل إن ذلك جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب، ومن عواقب هذا السلوك:
- أن قاطع الرحم ملعون في كتاب الله..
- قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا وتنقطع صلته بالله.
- الحرمان من دخول الجنة.
- توتر العلاقة بين الأقارب وانتشار العداوة بينهم.
2 – مظاهر قطع الرحم:
- إهمال المرء زيارة أقاربه.
- ترك الإحسان إليهم.
- الإعراض عنهم وعدم إبداء السرور بلقائهم.
3 – وسائل الوقاية منها:
- التجاوز عن الأخطاء والسيئات.
- إبعاد الأطفال عن الخلافات بين الكبار
- تجنب الفهم الفاسد.
- تجنب الغيبة والنميمة والتجسس.