الإيمان بقضاء الله وقدره
مدخل تمهيدي:
يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر أصلا من أصول الدين، وركنا من أركان الإيمان، ومع ذلك يسيء كثير من الناس فهم هذا الركن، متوهمين أنه يدفع إلى الجمود والتواكل والاستسلام، محتجين بالقضاء والقدر.
- فما هو المفهوم الحقيقي للقضاء والقدر؟
- وما هو واجب المؤمن تجاهه؟
النصوص المؤطرة للدرس:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ۩لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾.
[سورة الحديد، الآيتين: 22 – 23]
عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لما سأله جبريل عن الإيمان: «… فأَخْبِرْنِي عَنِ الإيمَانِ»، قَالَ ﷺ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ …».
[أخرجه مسلم في صحيحه]
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
[سورة التكوير، الآية: 29]
I – دراسة النصوص وقراءتها:
1 – توثيق النصوص:
أ – التعريف بسورة الحديد:
سورة الحديد: مدنية، من المفصل، عدد آياتها 29 أية، ترتيبها 57 في المصحف الشريف، نزلت بعد الزلزلة، وهي من المسبحات، بدأت السورة بفعل ماض “سبح” وهو أحد أساليب الثناء، سميت السورة بهذا الاسم لذكر الحديد فيها، وهو قوة الإنسان في السلم والحرب، وعدته في البنيان والعمران، وهي من السور المدنية التي تعتني بالتشريع والتربية والتوجيه، وتبني المجتمع الإسلامي على أساس العقيدة الصافية والخلق الكريم والتشريع القويم.
ب – التعريف بسورة الثكوير:
سورة الثكوير: مكية، من المفصل، عدد آياتها 29 أية، ترتيبها 81 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة المسد”، بدأت السورة بأسلوب شرط “إذا الشمس كورت”، يدور محور السورة حول حقيقة القيامة وحقيقة الوحي والرسالة، وكلاهما من لوازم الإيمان.
ج – التعريف بعمر بن الخطاب:
عمر بن الخطاب: هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نوفل العدوي، ولد بمكة سنة 40 قبل الهجرة، كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وهو أحد المبشرين بالجنة وثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، وصاحب الفتوحات، كان يضرب بعدله المثل، له من الأحاديث 537 حديثا، قتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة ابن شعبة سنة 23 هـ – 644 م، اشتهر بكتابه “الصحيح”.
II – فهم النصوص:
1 – مدلولات الألفاظ والعبارات:
- إلا في كتاب: أي في اللوح المحفوظ الذي سجل فيه أقدار المخلوقات كلها.
- أن نبرأها: أن نخلقها.
- لكيلا تاسوا: حتى لا تحزنوا.
- بالقدر خيره وشره: أي بما قضاه من خير وشر.
- وما تشاؤون: من المشيئة وهي الإرادة.
2 – استخلاص المضامين الأساسية للنصوص:
- الحكمة من علم الله المسبق بكل ما يصيب المخلوقات قبل خلقها.
- تعداده ﷺ لأركان الإيمان ومن بينها الإيمان بالقضاء والقدر.
- بيانه تعالى أن مشيئة الإنسان ليست مستقلة عن مشيئة الله.
III – تحليل محاور الدرس ومناقشتها:
1 – مفهوم القضاء والقدر:
القضاء والقدر: هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، وبأن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر هو من عند الله تعالى، ووفق إرادته ومشيئته، والإيمان بالقضاء والقدر أساس العقيدة الصحيحة.
2 – مقومات الإيمان بالقضاء والقدر:
وهي دعائمه التي لا يقوم إلا بها، وهي:
- ضرورة الإيمان بأن علم الله تعالى محيط بكل شيء.
- وجوب الإيمان بأن الله كتب مقادير الخلق قبل إيجادهم.
- وجوب الإيمان بأن كل شيء خاضع لإرادته ومشيئته سبحانه.
- وجوب الإيمان بأن الله هو خالق كل شيء.
3 – واجب المؤمن تجاه القضاء والقدر:
لكي يكون إيمان المؤمن بالقضاء والقدر صحيحا، يجب عليه:
- الإيمان بقضاء الله وقدره.
- الرضا بقضاء الله وقدره.
- عدم الاحتجاج بهما على ما يرتكبه من أخطاء.
MA HOWA ALçADAA
BGHIT FOROD DYAL TARBIYA ALISLAMIYA
chocran
chocran
mrc bcq ♥
شكرااااااااااا